حزاية

Monday, February 4, 2008

" ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين "
صدق الله العظيم

( يأتي من ألطاف الله ما لا يخطر على بال )
أثر حسن


في الآثار التي أثبتها المسلمون و نسبها إلى رسول الله صلى عليه و سلم كلمة " حب الوطن من الإيمان "
.
.
ومنذ نشأت الكويت و عرفها التاريخ قرية، ثم بلدة، ثم مدينة، كان كل فرد من أبناءها جنديا لا يحتاج لأن يصف مع الجنود إلا أن يثأر بكلمة يقولها الرئيس الذي هو الأمير : إلى الجهاد إلى المعركة.
.
فمتى نابت نائبة أو طرأ حادث، كان الجميع مدافعين أو مهاجمين، و متى صرخ صارخ كان الكل له مجيبين.
.
و قد يحدث فرح و الفرح تكون له مواسم كالأعياد، أو تكون له بواعث كنصر في غزوة أو عرس في محلة، وإذا حصل تساووا بالفرحة و اشتركوا بانس.
.
و قد يموت ميت أو يصاب، فترى أهل المحلة مشتركين يطعمون الطعام ويعزون و يواسون.
.
صفات عرفت في هذا البلد منذ كتب اسمه في البلاد العربية، و منذ ظهر رسمه على شاطئ الجزيرة الشرقي، و لقد أثبت أهل الكويت فيما أثبتوا وقائع كانوا فيها الجنود المجهولين أو الفدائيين، دفعوا بأنفسهم إلى الفناء دفاعا عن الوطن الغالي و الحمى العزيز، و ليحيا الشعب عزيزا مدفوعا عنه البلاء، و كل شعب يطلب أفراده الموت توهب له الحياة.
.
و من هؤلاء الجنود علي، وما أدراك ما علي.
.
علي من أهل الكويت نشأ في عائلة معروفة للجميع، نسبت إلى كحيل، و كان من أهل القبلة، والكويت تتكون في الماضي من ثلاثة أحياء لكل حي محلات يسمونها الفرجان و مفردها فريج.
.
حي الشرق: و يفصل بينه و بين حي القبلة السوق، ثم حي المرقاب: و تفصل بينهما ساحة الصفاة.
.
خرج علي ذات يوم إلى البحر في زورق صيد كعادة الكثيرين من هواة صيد السمك، وأبصر وهو في عرض البحر أشرعة و قلاعا أبصر من تحتها أربعة عشرا سفينة، و قرب منها ليتبينها فإذا هي لعدو مغير، و الكويت نائمة غافلة ( يا غافلين لكم الله) لا تعلم بما يخبئه القدر لها.
.
إذا فالويل لها إذا لم لم تدركها رحمة الله القوي العزيز، فليسرع إلى الوطن الغالي ليستنفر أهله، لكن العدو رأى القارب فوجه إليه من قبض عليه و على صاحبه، و أخذوا ما فيه من ماء و طعام و قيدوا من فيه بعد أن عذبوهم وأوجعوهم ضربا، ثم تركوهم في زورقهم في عرض البحر تتقتذفهم الأمواج.
.
رفع علي رأسه إلى السماء متوجها بقلبه إلى العلي الأعلى يسأل الله لوطنه السلامة و لقومه النصر المبين وأن يقويه ليخدم الوطن و يخلص الشعب من كيد الكائدين، ثم ليمت بعد ذلك.
.
كان الهواء ساكنا لا يملأ شراعا، و كان القيد وثيقا لا يملك علي له فكاكاً، فأسند ظهره غلى حديدة في السفينة يحك بها حبل القيد، لأن الوطن في خطر والشعب والحاكم لا يدرون من أمر العدو الغادر شيئا، و الناس غافلون، رفع طرفه مرة أخرى إلى القادر في سمائه يسأله الخلاص ليخلص الوطن من خطر محدق به.
.
وجاء من لطف الله ما لا يخطر على بال، فانقطع الحبل و انفك القيد، و استطاع علي أن يدير دفة السفينة الصغيرة وأن يرفع الشراع.
.
وجاء لطف الله فتحرك الهواء، و ساق السفينة الصغيرة تمخر اليم لا تبالي بالعدو و لا بعدده و عُدده.
.
ووصل علي إلى الساحل ظهرا وأهل الساحل لا يعلمون من العدو وأسطوله شيئا، قد أغفى الأمن أجفانهم، و حتى حاكم الكويت قد نام، و لكن عليا لم يطلب الراحة و هو المحتاج إليها.
.
وقد ذهب علي يسرع الخطا إلى قصر الأمير وهو الجائع الظامئ، فاستأذن عليه فلم يؤذن له، لأن الوقت وقت راحة.
.
ولكن عليا ألح ورفع صوته و سمعه مبارك، فاستيقظ من نومه، و عرف صوت علي و علي غير مجهول، و أذن له بالدخول، وقص عليه القصة وبعد أن فرغ أغمي على علي من تعب و جوع و عطش، و ضحك مبارك من غفلته التي كادت أن تمحو أثر الكويت (الله لايقوله) و تقضي عليه و على آله. و أسعف مبارك عليا بنفسه، و لما استيقظ من غشيته قال مبارك: يا علي أرني الدليل على صدق قولك، إنه لم تداخلني فيك ريبة، لكن لس ثمة ما يشعرني أو يظهر لي منه لا من قريب ولا من بعيد خبر مثل هذا الغزو، فكشف علي عن ظهره و بعض أجزاء بدنه وإذا عليه أثر الضرب و التعذيب، و بعث به إلى أهله عزيزا مكرما.
.
و أصبح اليوم التالي، و أقبل العدو بأسطوله و بعدده و عدته، و لكنه أبصر الساحل يموج بالرجال، و علم أن أمره قد انفضح و أن هجومه على هذا العدد من الرجال المدافعين لا يعزه بل سيعود عليه بالنقص و الفشل.
.
و عض أصابعه ندما على أن ترك عليا يعود إلى الكويت وهو يعرف أن الكويتي يفضل وطنه على نفسه وولده و الناس أجمعين.
.
وسلم الوطن و خاب العدو، و أخذوا حذرهم وحزموا أمرهم و نكصوا على أعقابهم، و عاش علي بعد هذا الحادث أكثر من أربعين عاما حتى انحنى ظهره و ابيض شعره و ضعفت قوته، و رأى الكويت آمنة مطمئنةيأتيها رزقها رغدا، وأن ذلك كله يعود إلى تلك المنة التي أسداها لهذا الوطن الصغير بأرضه الكبير بمكانته في قلوب بنيه، ويقول في نفسه إنها ليست منة و لكنه واجب الوطن على ابنه.
.
وحمد الله و أثنى عليه ومات علي بعد ذلك قرير العين مطمئنا إلى أن الله جل جلاله أنعم عليه بالقوة و أيده بالنصر و أمده بالتوفيق.
.
و بقي أبناء علي و أحفاده يتناقلون قصة هذا الجندي المجهول، قصة جدهم جيلا بعد جيل و هم يفخرون بما كان عليه الجد و يتواصون أن يكون الإبن على سر أبيه
_________________________________________________
بطل هذه القصة علي بن سليمان بوكحيل جد العائلة المعروفة ( بو كحيل ) و كانت حوادثها في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح، و قد ذكرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت.
و ما كتبه هنا روايته عن المرحوم أحمد الفهد الخالد

_____________

منقول من كتاب حكايات من الكويت

الكاتب: عبدالله النوري

20 comments:

Selezya said...

اول وحده .. نيهاهاها :p


عسا الله يرحمه ويكثرررررر من امثالك ياا علي بووكحيل

:) خوش حزايه تسلميين :**

فتى الجبل said...

عيال الكويت دوم يفدون هالأرض بروحهم ومالهم
وتستاهل الكويت اللي خيرنا من خيرها

سدرة العشـــاق said...

سيليزية

يا هلا لووول هلا و غلاوالله

يازتلي ضحكتج لووول

اي والله عسى الله يرحمه

يسلم عمرج حبيبتي

:))

سدرة العشـــاق said...

فتى الجبل

اي والله يفدونها من وصي و لا اجبار يدافعون و يفدونها من حبهم لها

عسى الله يرحم الاوليين و يهدي الباجيين إن شاء الله

:)

bass said...

الله يرحمه و يوسع عليه قبره

كل شيء يهوون علشان الكويت ، و أعيال الكويت دول عمرهم يفدون الكويت بكل شيء غالي ؟؟


دمت بخير عزيزتي

سدرة العشـــاق said...

bass

اللهم آميــن

كل شي يهون عشان الكويت صدقتي و الله

:)

ولد الديرة said...

لولا الله


وعلي بو كحيل

جان الكويت صارت ملح و بإييد العثمانيين

وجان برقوش الحين تقز في المنطقة الخضراء :P

في شارع بالروضة بإسم علي سليمان بو كحيل عرفانا بفضله


كل الشكر :)

vancouver said...

مشكووووووووور على هالقصه العظيمه




استمتعت وانا اقراها

اول مره اسمع عنها


الله يرحمه

KQ8 said...

يفدونها بدون لا احد يوصيهم عليها لإنهااهيا اساسهم..مو يهدونها لي حجت حجاجيها

سدرة العشـــاق said...

ولد الديرة

الحمدلله الله حفظ ديرتنا
و عسى الله يرحم علي بو كحيل ما قصر

أهل الكويت ما يحتاجون توصية إنهم يدافعون عن ديرتهم

:)

سدرة العشـــاق said...

vancouver

العفو حبيبتي

كل جم يوم بحط قصص عن أهل الكويت إن شاء الله

الله يرحمه

:)

سدرة العشـــاق said...

krakatoa

صاج والله

اللي على راسه بطحة يحسس عليها

:)

darkness said...

ما ظنتي اكو كويتي مو مثل علي

اقصد كويتي كويتي

مو اللفو

بس للاسف

ما ادري ليش مو قادرين نسوي مثله؟

سدرة العشـــاق said...

darkness

نقدر ان شاء الله بعون الله نقدر

الدنيا ليلحين بخير و لا جان ما تنبغى

بس ربج كريم

:)

تو ما نورت المدونة

بولمعه said...

جان زين الناس يتعلمون من هالقصص العظيمه ومن هالرياييل بس وين اللي يفهم

الا باستفسر عن شي الكاتب يقول عليا وصل ظهرا شيقصد وقت الظهيره ولا سباحه ظهر
دعابه لا تعصبين
:P

سدرة العشـــاق said...

بو لمعه

آديــــــــــك أولتها منو اللي يفهم

:)

ما عصبت شدعوة
ما ثبت أصلا اذا الكاتب كتب وصل ظهرا او سباحة ظهر لوووووول

:)

turquoise said...

قصه جميلة =)

شكرا ً

أحببت .. your nick name

MaNaYeR said...

الله يرحمه من حقهم يفتخرون فيه

بوصالح said...

محروت وين كان قاعد حزتها ؟

وصل الإيميل ؟

سدرة العشـــاق said...

محروت كان بجهنم و طلع


اي وصل المحقان مبطي

:)